اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 456
[موقف السنة من السخرية]
وكما ورد النهى عن هذه الخصال فى الآية الكريمة، فقد أكد ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فى عدة أحاديث من أحاديثه الشريفة.
1 - عن أبى هريرة رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" المسلم أخو المسلم: لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا- ويشير إلى صدره [ثلاث مرات]- بحسب امرئ من الشّر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام:
دمه، وعرضه، وماله" رواه مسلم وغيره [1].
2 - وعن أبى ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:" انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى" رواه أحمد [2].
3 - وعن أنس [رضى الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كم من أشعث أغبر ذى طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه، منهم: البراء بن مالك" رواه الترمذى وقال:
حديث حسن [3].
[وجه الارتباط بين هذه الآية والآية التى قبلها]
والأحاديث فى ذلك كثيرة، والارتباط بين الآية الكريمة والآيات قبلها واضح، فإنه تبارك وتعالى حين بيّن صلة المؤمن بالمؤمن، وأنها أخوة فوق أخوة النسب، أرشد المؤمن إلى حقوق هذه الأخوة، وأولها: أن يحافظ بعضهم على كرامة بعض محافظة دقيقة، لا ينتقصها بسخرية ولا لمز ولا نبز، وأنت إذا أمعنت النظر: رأيت أنّ هذه الثلاثة هى أول أبواب الشر والخصومة بين الناس. [1] رواه أحمد (2/ 541) و (3/ 45) ومسلم (2564) والبيهقى فى" السنن" (8/ 487) و (12/ 497) وفى" الشعب" (6660) و (11151) عن أبى هريرة رضي الله عنه. ورواه أحمد (4/ 546) عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه. [2] رواه أحمد (6/ 198) عن أبى ذر رضي الله عنه، وقال محققو المسند: صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبى هلال الراسبى- وهو محمد بن سليم- وبكر- وهو أبو عبد الله المزنى- لم يسمع من أبى ذر. وفى الباب عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وسيأتى (5/ 411) وإسناده صحيح. انظر: المسند طبعة دار الرسالة. وصححه الشيخ الألبانى فى" صحيح الجامع الصغير" (1505). [3] رواه الترمذى (3854) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وقال: حسن صحيح، وصححه الألبانى فى" صحيح الترمذى" برقم (3028) وفى" صحيح الجامع الصغير" برقم (4573).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 456